السيد حسن نصر الله
امتلك قلوب العرب وأرعب إسرائيل
عندما يتحدث حسن نصر الله زعيم حزب الله يستمع الشرق الأوسط كله
ويعزز نصر الله الذي يعتبره كثير من المسلمين بطلاً ويمقته الإسرائيليون ويصفونه بأنه إرهابي سمعته كرجل ينفذ ما يُهدد به.
وفاز رجل الدين الذي يتمتع بشخصية جذابة لدى الجماهير بقدرته على أن يقرن تهديداته بالأفعال خلال الحرب المستعرة منذ 15 يوماً بين مقاتلي حزب الله وإسرائيل بتأييد شعبي في العالم العربي. ووصفه سياسي لبناني بأنه أهم زعيم عربي منذ زعيم القومية العربية المصري جمال عبد ناصر. وهتف له آلاف المؤيدين في عديد من العواصم العربية والإسلامية "يا نصر الله يا حبيب اضرب اضرب تل أبيب".
وتعهد نصر الله في أحدث ظهور له في شريط تلفزيوني مُسَجل بُث في وقت مبكر صباح يوم الأربعاء بأن مقاتلي حزب الله سيلحقون خسائر فادحة بالقوات البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان. وبعد بضع ساعات قتل مقاتلو حزب الله زُهاء 31 جنديا إسرائيلياً في قتال ضار في بلدة بنت جبيل الحدودية المهمة وهو اكبر عدد من القتلى الإسرائيليين في واقعة واحدة في لبنان منذ أكثر من 20 عاماً.
وقال نصر الله أن مقاتلي حزب الله سيحاربون في بنت جبيل وفي كل قرية وبلدة وموقع.
وأضاف "أن خيار المواجهة البرية قائم على أساس حرب العصابات وليس بطريقة الجيش الكلاسيكي النظامي والمهم هو مقدار ما نلحقه من خسائر بعدونا." وقال أن حزب الله الذي بدأت الحرب بعد أن أسر جنديين إسرائيليين في 12 من يوليو تموز يرفض الشروط الأمريكية للهدنة ووصفها بأنها مذلة وتعهد بنقل الحرب إلى مسافة أعمق داخل إسرائيل.
وقال "لا يمكن أن نقبل بأي شروط مذلة لبلدنا أو لشعبنا أو لمقاومتنا." وأضاف "المرحلة الجديدة لن يبقى فيها حدود قصفنا مهما كانت ردات فعل قوات العدو." وضرب حزب الله حيفا ثالث كبرى المدن الإسرائيلية والتي تبعد 35 كيلومترا جنوبي لبنان لأول مرة بالصواريخ تنفيذا لتهديد نصر الله بعد أن شنت إسرائيل هجماتها.
ويتخذ نصر الله المولود في بيروت والذي تلقى دراسته الدينية في النجف بالعراق القرارات العسكرية الإستراتيجية لكنه لا يشارك في وضع خطط حزب الله للقتال في الميدان. وكان نصر الله قد أعلن خلال اتصال هاتفي بقناة المنار التابعة لحزب الله بعد قليل من تدمير الطائرات الحربية الإسرائيلية لمكتبه ومنزله في جنوب بيروت أن سفينة حربية إسرائيلية ضُربت بالصواريخ مما أسفر عن سقوط قتلى. وقُتل أربعة بحارة إسرائيليين في الهجوم الذي أعقب تعهد نصر الله بتقديم "مفاجآت" في ميدان القتال. وأصبح نصر الله زعيماً لحزب الله بعد أن اغتالت إسرائيل سلفه عباس الموسوي عام 1992 في هجوم بطائرة هليكوبتر.
• ولد نصر الله عام 1960 وانضم إلى حركة أمل الشيعية عندما انتقلت أسرته إلى جنوب لبنان هربا من الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1975. وتلقى دراسات دينية في النجف مركز التعليم الشيعي في العراق إلى أن طردته السلطات عام 1978. وبعد عودته إلى لبنان انضم إلى حزب الله عام 1982 وسافر إلى مدينة قم الإيرانية حيث قضى سبع سنوات لمواصلة دراسته.
• ونصر الله متزوج وله ثلاثة أبناء على قيد الحياة بعد أن فقد ابنه الأكبر هادي الذي قتل في معركة مع الإسرائيليين عندما كان عمره 18 عاما.
• وُلد حسن عبد الكريم نصر الله في 31 أغسطس/آب 1960، وهو من بلدة البازورية في جنوب لبنان. ونشأ في حي الكرنتينا، أحد الأحياء الفقيرة في الضاحية الشرقية لبيروت.
• عادت عائلته إلى البازورية حين اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، والتحق بحركة "أفواج المقاومة اللبنانية"، المعروفة اختصاراً بحركة "أمل"، التي أسسها موسى الصدر، وعيِّن وهو طالب في المرحلة الثانوية مسؤولاً تنظيمياً لبلدة البازورية.
• غادر أواخر العام 1976 إلى النجف بالعراق للالتحاق بحوزتها العلمية، وهناك تعرف إلى القيادي الشيعي، عباس الموسوي، من منطقة البقاع بلبنان، الذي أصبح أستاذه وملهمه.
• ترك العراق في عام 1978 وواصل دراسته في الحوزة الدينية، التي أسسها الموسوي في بعلبك، وعاود نشاطه السياسي والتنظيمي في حركة أمل بمنطقة البقاع، حيث تم تعيينه في عام 1979 مسؤولاً سياسياً للبقاع، وعضواً في المكتب السياسي للحركة.
• في عام 1982 انشق عن حركة أمل مع عدد من القيادات والكوادر التي تنتمي إلى الخط العقائدي المحسوب على الثورة الإسلامية في إيران، بسبب الخلافات حول التوجهات السياسية مع قيادة الحركة، ممثلة برئيسها نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني الحالي، وهكذا تأسس "حزب الله".
• تولى مسؤولية منطقة البقاع في حزب الله حتى العام 1985، حين انتقل إلى منطقة بيروت ليتولى فيها مسؤوليات تنظيمية عديدة.
• تولى في عام 1987 منصب المسؤول التنفيذي العام لـ"حزب الله"، إلى جانب عضويته في مجلس الشورى، الذي يعد أعلى هيئة قيادية في الحزب.
• غادر في عام 1989 إلى مدينة "قم" بإيران، لإكمال دراسته الدينية، لكنه اضطر إلى العودة إلى لبنان بعد عام واحد بسبب التطورات على الساحة اللبنانية، وخصوصا ً اندلاع المناوشات المسلحة بين حزب الله وأمل.
• رغم أن نصر الله كان أصغر أعضاء مجلس الشورى سناً، فقد انتخبه المجلس بالإجماع أميناً عاماً للحزب، خلفاً للأمين العام السابق عباس الموسوي، الذي اغتالته القوات الإسرائيلية في عام 1992.
• منذ أن تولى نصر الله الأمانة العامة، خاض حزب الله غمار الحياة السياسية الداخلية في لبنان بشكل واسع، وشارك في كل الانتخابات النيابية منذ العام 1992، وفاز فيها بمقاعد في البرلمان اللبناني. وأصبح للحزب وزيران في الحكومة الحالية، التي يرأسها فؤاد السنيورة.
• وفي عهده أيضاً، خاضت قوات حزب الله، أو ما يطلق عليها اسم "المقاومة الإسلامية"، وهي الذراع العسكرية للحزب، مواجهات مع القوات الإسرائيلية، التي كانت تحتل جنوب لبنان، أبرزها تلك التي جرت خلال عملية "عناقيد الغضب" في إبريل/نيسان 1996، والتي تمخصت عن توقيع "تفاهم نيسان"، الذي اعترف بحق المقاومة اللبنانية (ممثلة بحزب الله) في الرد على الاعتداءات الإسرائيلية.
• أما الإنجاز الأبرز في عهد قيادة نصر الله للحزب، فكان دفع قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى الانسحاب من جنوب لبنان (ما عدا مزارع شبعا) في مايو/ أيار من عام 2000.
• أشرف نصر الله شخصياً على صفقة تبادل الأسرى والجثامين بين حزب الله وإسرائيل، عبر المفاوضات غير المباشرة والسرية التي رعتها ألمانيا، والتي قادت إلى الإفراج عام 2004 عن 24 أسيراً لبنانياً وعربياً، و400 أسير فلسطيني.
• يوصف نصر الله بأنه شخصية كاريزمية، رغم شخصيته الدينية، فإن كثيراً من المحللين والمراقبين يعتبرونه سياسياً محنكاً، فضلاً عن أنه يحظى باحترام وتقدير قطاع واسع من اللبنانيين والعرب، وينظرون إليه بوصفه "رمز المقاومة"